خبراء: نشر هباء جوي لتجميد القطبين الجليديين غير عملي.. والحل في "الاستثمار الأخضر"

خبراء: نشر هباء جوي لتجميد القطبين الجليديين غير عملي.. والحل في "الاستثمار الأخضر"

 

وسط تخوفات عالمية من الآثار التي تتركها التغيرات المناخية على الاقتصاديات والدول، تحظى أزمة ذوبان القطبين الجليديين الشمالي والجنوبي باهتمام خاص، لما قد تسببه من إغراق مناطق ساحلية حول العالم، تصل إلى حد طمس كبرى المدن كنيويورك والإسكندرية.

لكن بحثا جديدا اقترح حلا لهذه المشكلة الخطيرة من دمار، فوفق بحث نشر في مجلة "Environmental Research Communications" العلمية، فإن إعادة تجميد القطبين عن طريق تقليل ضوء الشمس القادم سيكون قابلا للتطبيق ومجديا من الناحية الاقتصادية. 

وبحسب تقارير صحفية، ستقوم الطائرات النفاثة التي تحلق على ارتفاع عالٍ برش جزيئات الهباء الجوي المجهرية في الغلاف الجوي عند خطوط عرض 60 درجة شمالا وجنوبا عبر ضخها على ارتفاع 43 ألف قدم. 

الجزيئات سوف تنجرف ببطء نحو القطب، مما يؤدي إلى تظليل السطح تحتها قليلا، ومنع أشعة الشمس من مواصلة تذويب الجليد. 

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة ويك سميث: “هناك خوف بشأن نشر الهباء الجوي لتبريد الكوكب، ولكن إذا كانت معادلة المخاطر أمام المنافع ستؤتي ثمارها في أي مكان، فستكون كذلك عند القطبين”، القطب الشمالي إلى الذوبان، وشرارة الصراع على ثرواته تشتعل!

وعن أهمية هذه العملية، يقول سميث: "حقن الهباء الجوي يعالج أعراض تغير المناخ ولكن ليس المرض الأساسي، إنه الأسبرين، وليس البنسلين، وهو ليس بديلا عن جهود التخلص من الكربون". 

ويمكن لأسطول الطائرات نفسه أن يخدم نصفي الكرة الأرضية، وينتقل إلى القطب المقابل مع تغير الفصول، ويتم حقن الجسيمات بشكل موسمي في أيام الربيع وأوائل الصيف.

ووفقًا للبحث، سيوفر التبريد في القطبين حماية مباشرة لجزء صغير فقط من الكوكب، على الرغم من أن خطوط العرض الوسطى يجب أن تشهد أيضا بعض الانخفاض في درجة الحرارة. 

ولأن أقل من 1 في المئة من سكان العالم يعيشون في المناطق المستهدفة، فإن أي تحول متعمد لمنظم الحرارة العالمي سيكون ذا مصلحة مشتركة للبشرية جمعاء، وليس فقط القطب الشمالي وباتاغونيا.

الدراسة الحالية، وفق فريق إعدادها، ليست سوى خطوة واحدة صغيرة وأولية نحو فهم التكاليف والفوائد والمخاطر المترتبة على القيام بالتدخل المناخي عند خطوط العرض العليا. 

وتوفر سببا إضافيا للاعتقاد بأن مثل هذه الأدوات يمكن أن تكون مفيدة في الحفاظ على الغلاف الجليدي قرب القطبين، وإبطاء ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم.

"جسور بوست"، ناقشت النظرية مع متخصصين للوقوف على كونها عملية يمكن تحقيقها على أرض الواقع من عدمه.

حلول نظرية غير قابلة للتطبيق

قال الخبير الاقتصادي، رشاد عبده: "إن تطبيق تلك الحلول عمليًا غير منطقي لأسباب، منها أن تغطية القطبين بمادة هلومية أمر صعب لسعة مساحتهما فيحتاج إلى مليارات من المواد الهلامية، كذلك فإن سخونة الجو من الممكن أن ترفع درجة حرارة المادة الهلومية نفسها، ومن الممكن ترك فراغات بين تلك المادة هذه الفواصل تتسبب في مشاكل".

وعن الحلول العملية قال: "إن العلم يقول بضرورة تخفيض درجة الحرارة بحيث لا تزيد على درجتين عما هي عليه منذ حدوث الثورة الصناعية، لكن مع الأسف ارتفعت درجات الحرارة في العشر سنوات الأخيرة أكثر من 150 سنة زادت فيها نتيجة تلك الثورة الصناعية، وعليه يطرح العلم سؤالًا هل من الممكن مع استمرار استخدام التكنولوجيا ترتفع درجة حرارة كوكب الأرض درجتين آخرتين خلال مئة سنة قادمة، نعم هذا متوقع ووقتها يذوب الجليد وستكون كارثة على أثرها ستغرق 50 مدينة منها لندن ونيويورك والإسكندرية".

وتابع، البشر ليست لديهم استعدادات لتخفيض درجات الحرارة، حيث إن الدول الصناعية الكبرى تطمح لمزيد من المكاسب دون وضع اعتبارات للتغيرات المناخية وما تسببه من مشاكل، ليس هناك حل لما نواجهه من جفاف في أوروبا وسيول في غيرها وتغيرات مناخية سوى الاهتمام بالبيئة، وعليه فهذه حلول نظرية غير قابلة للتطبيق.

                                                                                 الخبير الاقتصادي، رشاد عبده

 

توسيع الرقعة الزراعية ضرورة

قال خبير البيئة والطاقة وعميد كلية التجارة جامعة الأزهر الدكتور محمد يونس: "إن ما يجب التركيز عليه هو تفادي الأسباب المشكلة لتلك الأزمة من تغيرات وخلل بيئي، وتفعيل الاتفاقيات والمعاهدات للحد من آثار التغيرات المناخية، وتجريم من يخالف، ومن خلال المنظمات الدولة يتم فرض عقوبات صارمة على من يخالف، فالله خلق الكون متوازنًا، لكن الإنسان أخل بهذا النظام من خلال القطع الجائر للغابات، واستخدم التكنولوجيا بشكل مفرط دون مراعاة لما قد تسببه، كذلك ألقى بالقمح في عرض البحر حتى ينخفض المعروض منه وترتفع أسعاره، وهو من حرق البن البرازيلي لنفس السبب".

                                                         خبير البيئة والطاقة وعميد كلية التجارة جامعة الأزهر الدكتور محمد يونس

وتابع أستاذ الاقتصاد، الغازات الدفينة تشكل خطورة عالية على جميع الكائنات الحية، فالحل هو البحث عن مصادر جديدة للطاقة مصاحبة للبيئة ولا تترتب عليها أضرار كالاقتصاد الأخضر، وكذلك إلزام الدول الصناعية الكبرى بأخذ الإجراءات اللازمة للحد من تلك الأزمة كتركيب فلاتر ومرشحات للمصانع وتجريم إلقاء مخلفات صناعية في الممرات المائية أو أي مجرى ملاحي، كذلك مياه الصرف الصحي المليئة بملوثات للتربة، لا بد من عمل محطات تحلية للصرف الصحي لندرة المياه ومن ثم تحسن حالة التربة والحفاظ على جودة التربة، أيضًا زيادة رقعة الأراضي الزراعية لتسطيع امتصاص الكربون المتزايد".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية